للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فتأمل ما ذكرته١، فإنه لا يجوز في القياس غيره. وهو رأي أبي علي, وعليه٢ قول أشياخنا المتقدمين.

الألف والنون في نحو: عثمان وسرحان

وأما الألف والنون الزائدتان في نحو "عثمان, وسرحان", فإنهما نظيرتا الألف والهمزة في باب "حمراء، وصفراء"٣, وأصل بنائهما لباب "سكران، وغضبان" لأنهما وصف, والزيادة بالوصف أحق منها بالاسم؛ لأن الوصف مشابه للفعل، والزيادة في الفعل أقعد منها في الاسم، وقد تقدم ذكر هذا.

ويدل على أن الألف والنون في باب "سكران" ونحوه مضارعتان لألفي التأنيث في نحو "صفراء، وحمراء" أن مؤنث "سكران" على غير بنائه, وإنما هو "سكرى". كما أن مذكر "حمراء" على غير بنائها، إنما هو "أحمر", فهذا هنا كذاك ثمة.

فأما قولهم: "سكرانة، وعطشانة" فشاذ، والأكثر "سكرى، وعطشى", وفيه دليل آخر وهو٤ أنهم قد قالوا في جمع "ظَرِبان: ظَرابيّ", فشبهوه بصحارِيّ٥, وقياسه: ظرابِين كما تقول: سراحين. ولكنهم قلبوا النون من ظَرِبان ياء في الجمع ليكون ذلك٦ تنبيها على أن النون في "سكران" وبابه مشبهة بهمزة التأنيث في "صحراء".

ولهذا قال النحويون: إن النون في باب "سكران" مشبهة بالألف


١ ص: ذكره.
٢ ظ، ش: وهو.
٣ ص: صحراء.
٤ ظ، ش: وذلك.
٥ بصحاري: ساقط من ظ، وفي ش: بصحراء وصحاري.
٦ ذلك: ساقط من ظ، ش.

<<  <   >  >>