للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال أبو الفتح: كلا الاشتقاقين مذهب. وقول أبي زيد في هذا١ كأنه أقوى؛ لأن المعنى يطابقه. ألا ترى إلى قول الشاعر:

إذا جاء ضيف جاء للضيف ضَيْفَن ... فأوْدَى بما تُقرَى الضيوف الضَّيَافِن؟

فالضيفن: هو الذي يجيء مع الضيف. وقولهم: ضَفَن يَضْفِن في هذا المعنى يشهد بأن ضيْفنا "فَيْعَل" فهذا قول.

وفيه شيء آخر يقوي ما قال أبو زيد, وهو أن "فيْعلا" أكثر في الكلام من "فَعْلَن", فهذه٢ بينة أخرى تشهد لكونه "فيعلا". والقول الأول أيضا وجه؛ لأنه وإن كان ضيف ضيف, فهو على كل حال ضيف, فينبغي٣ أن تكون نونه زائدة.

وقد جاء على فَعْلَن ما أذكره: قالوا٤: "امرأة خَلْبَن" وهو من الخلابة, و"ناقة عَلْجَن" وهي الغليظة، مأخوذة٥ من العِلْج. قال الراجز:

وخلطت كل دلاث عَلْجَن ... تخليط خرقاء اليدين خَلْبَن

وحكى سيبويه: في خُلُق فلان "خِلَفْنَة" وهو من الاختلاف, والنون في هذا كله زائدة. ومثله "عِرَضْنَة" وهي٦ من الاعتراض.

الواو والياء في الرباعي:

قال أبو عثمان: واعلم أن كل٧ ما كان من الأربعة، فالواو والياء لا يكونان


١ في هذا: زيادة من ظ، ش.
٢ ظ، ش: فهذا.
٣ ظ، ش: وينبغي.
٤ ظ: وقال.
٥ ظ، ش: مأخوذ.
٦ هي: ساقط من ظ، ش.
٧ كل: زيادة من ظ، ش.

<<  <   >  >>