للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رأي الخليل أن "تولجا فَوْعَل لا تَفْعَل":

قال أبو عثمان:

وزعم الخليل أن قوله:

متخذا من عِضَوَات تَوْلَجا

إنما هو "فوعل" من "ولجت" وليس بـ "تفعل١"؛ لأن "تفعلا" في الأسماء قليل و"فوعلا" كثير، ولكنه علم أنه لو جاء بالواو على أصلها, لزمه أن يبدلها همزة؛ لئلا تجتمع واوان في أول كلمة فأبدل التاء لكثرة دخولها على الواو في٢ باب "وَلَجَ", حين قالوا: "أتلج، ومتلج، وهذا أتلج من هذا" ولم يؤخذ هذا إلا عن الثقات.

قال أبو الفتح: يقول: إذا كانوا قد أبدلوا الواو تاء في "أتلج، ومتلج، وهذا أتلج من هذا", ولو جاءوا بها٣ لما لزمهم حذف ولا قلب، فأن يبدلوها تاء -في حرف من هذا الباب الذي قد اطرد فيه القلب، ولو لم تبدل فيه تاء لوجب إبدالها همزة- أجدر، وهو "تولج"؛ لأنه لو لم يبدلها تاء للزمه أن يقول: "أولج" لاجتماع واوين.

وقوله: "ولم يؤخذ هذا إلا عن الثقات" يريد به: لم تؤخذ هذه اللغة إلا عن٤ الثقات.

قال أبو علي: لأن العلل لا يُحتَاج فيها إلى ذكر الثقة, كما يُحتَاج إلى ذلك في الرواية.


١ ش: تفعل.
٢ الواو في: ساقط من ظ، ش.
٣ ظ: بهما، وهو خطأ.
٤ ظ، ش: من.

<<  <   >  >>