للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعُرَاض" أشد مبالغة من "طويل, وعريض" و"فَعِيل وفُعَال" كلاهما١ من أبنية المبالغة، فإذا أرادوا الزيادة في المبالغة ضعّفوا العين فقالوا: "كُرّام، وحسان، ووضاء" وهم يريدون: "كريما، وحسنا، ووضيئا".

قال الشاعر:

دار الفتاة التي كنا نقول لها ... يا ظبية عُطُلا حُسَّانة الجِيد

وربما بنوه على فُعَّال٢ مضعّف العين وألحقوه الهاء للمبالغة, قالوا: "رجل كُرّامة، ولُؤّامة" في الكريم واللئيم، كما قالوا: "مِجْذامة" للمقطوع, و"مِطْرَابة" للكثير الطرب, و"معزابة" للكثير التعزب, و"رجل عَذّالة" إذا أكثر العَذْل. قال تأبط شرا:

يا من لعَذّالة خَذّالة أشِب ... حرق باللوم جلدي أي تحراق

فوصفهم المذكر بما فيه هاء التأنيث إنما هو لشدة المبالغة، وهم إذا أرادوا شدة المبالغة في الكلمة فمما يُخرجونها عن أصلها.

ألا ترى أن أصل الأفعال أن تتصرف وقد منعوا "نعم، وبئس، وحبذا، وفعل التعجب" التصرف لما أرادوا من شدة التوكيد في المعنى الذي أمُّوه والنحو الذي قصدوه، وهذا باب واسع.

فلهذا كان "فعيل" هو الأصل، و"فعال" مدخل عليه؛ لأنه أشد مبالغة منه.

تعدية "طلته من طاولته، فطلته" يدل على أنه محول:

قال أبو عثمان:

وأما "طاولني فطلته" فهي محولة كما حولت "قلت", وفاعلها طائل


١ كلاهما: ساقط من ظ، ش.
٢ ظ، ش: فعالة.

<<  <   >  >>