للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو عثمان: فإذا كانوا قد نقلوا "بَيَعَ" إلى "بَيِعَ", و"قَوَمَ" إلى "قَوُمَ" ثم أسكنوا العين، فلو نقلوا حركتها إلى الفاء لانضمت في قام١ وانكسرت في "باع" وبعدها العين ساكنة, فكان يلزم أن تقول: "قد قُوم زيد، وقد بِيع زيد الطعام" إذا كان زيد هو الذي باع, ولم يرد به "فُعِل".

وكذلك كان يلزم في "طال" أن يقول: "طُول", وكان يلزم أن تقول: "خِيف زيدا عمرا" وأنت تريد "خاف"؛ لأنك كنت تسكن العين من "خاف" وتنقل كسرتها إلى الفاء فتنقلب العين ياء لانكسار ما قبلها، فتقول: "خِيفَ في خاف".

يقول: "فكرهوا أن يلتبس "فعَل بفُعِل".

بعض العرب لا يبالي الالتباس, فيقول: "كِيدَ زيد يفعل, وما زِيلَ يفعل":

قال أبو عثمان:

وبعض العرب لا يبالي الالتباس فيقول: "قد كيد زيد يفعل كذا وكذا, وما زيل يفعل كذا وكذا" يريدون " كاد, وزال".

وأخبرني الأصمعي أنه سمع من ينشد:

وكِيدَ ضباع القف يأكلن جثتي ... وكِيدَ خراش يوم ذلك ييتم

قال أبو الفتح: اعلم أن أصل "كِيد، وزِيل: كَيِد، وزَيِل" على "فَعِل"؛ لأن المضارع على "يفعَل", وذلك قولهم: "يكاد، ويزال", وقولهم٢: "كاد يكاد، وزال يزال" بمنزلة "هاب يهاب", وكله "فعِل يفعَل", إلا أن الذين قالوا: "كِيد, وزِيل" نقلوا الكسرة من العين إلى الفاء وألقوا حركة الفاء فصار "كِيدَ


١ ظ، ش: قامت.
٢ ظ، ش: فقولهم.

<<  <   >  >>