للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتحيّزت١: "تفيْعَلت"، من حاز يحوز، وأصلها "تَحَيْوزت", ثم قلب الواو ياء لوقوع الياء الساكنة قبلها.

قيل: هذا فاسد من وجوه

أحدها: أن "فعّل" في الكلام أكثر من "فَيْعَل"، فحمله على الأكثر أولى٢ وأسوغ.

وثانٍ: أن معنى "تيّه، وطيّح" تكرر ذلك الفعل منه مجرى ذلك مجرى "قطّع" وكسّر في أنهما لتكرير الفعل، فمن هنا حُمل على "فعّل".

وثالث: يدل على أن "تيه فعل، دون فيعل" وهو ما أنشده عيسى بن عمر٣ عن رؤبة في هذه الحكاية من قوله:

تُيِّهَ في تيه المتيهين

فتيه بمنزلة "سُيِّر، وبُيِّع".

ولو كان "تَيَّهَ: فَيْعَل" من الواو, لوجب أن يقال فيه إذا بني للمفعول "تُوْوِه" كما يقال٤: "قُوْوِم زيد وقُوْوِل". ألا ترى إلى قول جرير:

بان الخليط ولو طُوْوِعت ما بانا

وقول الراجز:

وفاحم دُوْوِيَ حتى اعلنكسا

فإن قلت: إن هذين إنما أصلهما "فاعَل: داوَى، وطاوَع". وتيه، على قول خصمك "فيْعل" فأين "فاعل" من "فيعل"؟

قيل: لا فصل في هذا الموضع بين "فاعل، وفَيْعَل"، ألا ترى أنك لو بنيت "فيعل" من "قلت" لقلت: "قَيَّلَ" فلو بنيته للمفعول لقلت


١ ظ، ش: فتخيرت.
٢ ابن عمر: ساقط من ظ، ش.
٢ أولى: زيادة من ظ، ش.
٤ ظ، ش: يقول.

<<  <   >  >>