للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالمطرد في القياس والاستعمال جميعا, هو الذي لا نهاية وراءه, نحو رفع الفاعل ونصب المفعول.

والمطرد في القياس الشاذّ في الاستعمال, نحو الماضي من "يَذَر، ويَدَع" لا يقال فيهما: "وَذَرَ، ولا وَدَعَ" وليس هنا شيء يدفعهما من طريق القياس.

قال سيبويه: استغني عنهما بترك, وهذه ليست حجة قاطعة ولكن فيها ضربا من التعلل.

والمطرد في الاستعمال الشاذ في القياس، قولهم: "استحْوَذ، وأغيلت المرأة" القياس يوجب إعلالهما؛ لأنهما بمنزلة "استقام، وأبانت", ولكن السماع أبطل فيهما القياس. وحكى ابن السكيت: "أغالت المرأة, وأغيلت" إذا سقت ولدها الغَيْل، ولا يعرف أصحابنا الاعتلال.

قال أبو علي: والشاذ في القياس والاستعمال جميعا, ما أجازه أبو العباس من تَتْميم "مفعول" من ذوات الواو التي هي عين؛ لأنه أجاز في "مَقُول: مَقْوُول", وفي "مصوغ: مصووغ" قال: لأن ذلك ليس بأثقل من "سُرْت سُوورا, وغارت عينه غوورا" قال أبو علي: فسبيله في هذا سبيل من قال "قام زيدا"؛ لأنه خارج عن القياس والاستعمال.

وكذلك قول الآخر:

يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لاقيتما رشدا

إن تقضيا حاجة لي خف محملها ... تستوجبا نعمة عندي بها ويدا

أن تقرأان علي أسماء ويحكما ... مني السلام وألا تعلما أحدا

فسألت أبا علي عن ثبات النون في "تقرأان" بعد "أن"؟

فقال: "أن" مخففة من الثقيلة, وأولاها الفعل بلا فصل للضرورة،

<<  <   >  >>