للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإنما لم يتم "مفعول" من الواو إلا في الحروف الشاذّة التي ذكرنا١؛ لأنه اجتمع فيه مع اعتلال فعله أنه من الواو, وأنه تجب ضمة واوه وبعدها واو "مفعول", فتجتمع واوان وضمة.

و"معيوب"٢ إنما اجتمع فيه ياء وواو وضمة، وإذا كان القياس في "معيوب"٣ الإعلال مع أن الياء دون الواو في الثقل, فمفعول من الواو لثقله أحرى ألا يجوز فيه التصحيح.

وهذا طريق مستمر٤ في العربية لا ينكسر أن يُحتمَل أمر واحد, فإذا انضمّ إليه سبب آخر لم يحتملا، وعليه باب ما لا ينصرف أجمع.

وسيأتي في هذا الكتاب منه٥ ما أنبه عليه بمشيئة الله.

ما ورد عن العرب من نحو "مغيوم، ومطيوبة":

قال أبو عثمان:

وسمعت الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت في شعر العرب:

وكأنها تفاحة مَطْيوبة

وقال علقمة بن عبدة:

يوم رَذَاذ عليه الدجن مغيومُ

أخبرني أبو زيد أن تميما تقول ذلك، ورواه الخليل وسيبويه عن العرب.

قال أبو الفتح: هذه شواهد لجواز إتمام "مفعول" من ذوات الياء، وقد


١ ظ، ش: ذكرناها.
٢، ٣ ظ، ش: معيوف, في الموضعين.
٤ ظ، ش: مستقيم.
٥ منه: ساقط من ظ، ش.

<<  <   >  >>