للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ألا ترى إلى إدغامهم "رجل صَبّ، ويوم١ قَرّ" وهما بوزن الفعل, فقد علمت أن مجيء المضاعف على وزن الفعل يوجب إدغامه, فمن هنا أدغم "هو أشد منك" ولم٢ يكن لـ "ما أشده" ما يشبه به فيُظهَر, فبقي مدغما كما يجب فيه.

وقوله: "والأفعال لا تحقّر" إنما لم تحقر الأفعال؛ لأن التحقير في معنى الوصف، ألا ترى أن قولك: "هذا رُجَيل" معناه: هذا رجل صغير، والأفعال لا توصف٣؛ فلذلك لم يجز تحقيرها، وإنما لم توصف٣ لأن الصفة ذكر حال الموصوف، والأفعال لا أحوال لها، وكذلك الحروف؛ فلذلك لم يوصفا، ولم يصغرا, ولذلك أيضا لم تصغر الأسماء المبنية نحو "كم، وأين، وكيف" لمضارعتها الحروف.

ما لا يعل, وما يعل من الأسماء التي تبنيها على أمثلة الأفعال:

قال أبو عثمان: وكل اسم بنيته٤ من هذا في أوله زوائد الفعل المضارع، وهو بها على مثال المضارع فصححه ولا تعلله -وقد بيَّنت لك هذا فيما مضى- وإن كان فيه أحد حروف المضارع، ولم يكن على مثال المضارع، فأعلله.

ولو بنيت مثل "تِحْلِئ" من "بعت" لقلت: "تِبِيع", فأسكنت٥ الياء وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها، وكذلك هو من "قلت" تقول


١ يوم: ساقط من ظ، ش.
٢ ظ، ش: فلم.
٣، ٣ ساقط من ظ، ش.
٤ ظ، ش: تبنيه.
٥ ظ، ش: وأسكنت.

<<  <   >  >>