للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأما١ تسكينهم الواو٢ والياء في "جَوْزات, وبَيْضات", فإنما كرهوا الحركة فيهما لئلا يصيروا إلى لفظ يجب معه القلب، وهو قولهم: "بَيَضات, وجَوَزات" ولو قلبوا فقالوا: "باضات, وجازات" لالتبس لفظه بلفظ ما واحده مقلوب نحو "دارات، وقارات"٣ جمع: "دارة، وقارة٤", وقد جاء في الشعر تحريك مثل هذا، قال الشاعر:

أبو بَيَضات رائح متأوب ... رفيق بمسح المنكبين سبوح٥

وإنما قلّت الحركات في حروف اللين؛ لمضارعة هذه الحروف للحركات, فكرهوا اجتماع المتشابهات؛ ولذلك٦ قلبوا نحو "باب, ودار" إلى حرف تؤمن معه الحركة أصلا -وهو الألف- ولذلك كانت الألف عندهم بمنزلة حرف٧ متحرك؛ لأنها غير قابلة للحركة٨, كما أن الحرف المتحرك غير٩ قابل حركته٩ ما دامت١٠ فيه حركة؛ لأنه لا يكون الحرف محركا١١ بحركتين في وقت واحد, ولأن الألف في "باب، ودار" دلالة على أن الحرف متحرك في الأصل؛ فلذلك جعلوها بمنزلة حرف متحرك.


١ ظ، ش: وأما.
٢ ظ، ش: للواو.
٣ ظ، ش: تارات.
٤ ظ، ش: وتارة.
٥ في ص بعد البيت: وقال الآخر، وهو سهو من الكاتب.
٦ ظ، ش: فلذلك.
٧ حرف: ساقط من ظ، ش.
٨ ظ، ش: الحركة.
٩، ٩ ظ، ش: الحركة، وهو خطأ.
١٠ ظ، ش: دام.
١١ ظ، ش: متحركا.

<<  <   >  >>