للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يريد: أن أصله "ثِيرَة", فانقلبت الواو لسكونها وانكسار ما قبلها, ثم حركت الياء فأُقرت بحالها؛ لأن أصلها هنا١ السكون٢.

وأخبرنا ابن مقسم عن ثعلب قال: جمع "ثَوْر: ثِوَرَة، وثِيَرَة, وأثوار, وثيران" وإذا كان الأمر هكذا فقد جمعوا "ثورا" من الحيوان على "ثيرة" وعلى كل حال فهو خارج عن القياس٣.

وذهب أبو بكر فيما أخبرني أبو علي -رحمه الله٣- في هذا إلى أنه مقصور من "فِعالة" كأنه في الأصل "ثِيَارة", فوجب القلب كما وجب في "سِيَاط", ثم قصرت الكلمة بحذف الألف, فبقي القلب بحاله. هذا آخر قول أبي بكر.

وكأنهم لما قصروا٤ الكلمة بَقَّوا العين مقلوبة؛ ليكون قلبها دلالة على أنها مقصورة، وليكون٥ بينها وبين ما أصله "فِعَلة" غير مقصور فرق, نحو: "زِوَجة".

قال أبو علي رحمه الله٦: وقد أومأ سيبويه في "باب أسد" إلى أنه مقصور من "فُعول" كأنه "أُسود" ثم حذف الواو فبقي "أُسُد", ثم أسكن السين كما يسكنون المضموم في غير هذا الموضع.

فإن قلت: فإنا٧ لم نسمعهم٧ يقولون: "ثِيارة"؟


١ ظ، ش: هناك.
٢، ٢ ساقط من ظ، ش.
٣ رحمه الله: زيادة من ظ، ش.
٤ ظ، ش: أقصروا، وهو خطأ.
٥ ظ، ش: ليكون.
٦ رحمه الله: زيادة من ظ، ش.
٧، ٧ ظ، ش: لا نسمع منهم.

<<  <   >  >>