للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اللام. ولولا أنني أكره الإطالة وكثرة التشعب لما اقتصرت على ما أوردته١, ولوصلت بعض الكلام ببعض، فكان يكون أضعاف هذا, وفي بعض ما أذكره مقنع إن شاء الله. فهذه أحكام همزة الوصل ومواقعها من الأفعال والأسماء والحروف, وقد أتى أبو عثمان على تمثيل ما تدخل فيه من الماضي، وأنا أذكره مثالا فمثالا وأُتبع كل واحد منها ما عندي.

انْفَعَلَ وزيادة همزة الوصل والنون في أوله:

قال أبو عثمان: أما النون فتلحق أولا فتلزمها ألف الوصل في الابتداء, ويكون الحرف على انفعل نحو: "انطلق، وانمحى الكتاب, وانصرح الحق٢, وما أشبه ذلك مما هو على انفعل.

قال أبو الفتح: اعلم أن مثال انفعل لا يكون متعديا البتة٣، وإنما جاء في كلام العرب للمطاوعة. ومعنى المطاوعة أن تريد من الشيء أمرا ما٤ فتبلغه إما بأن يفعل ما تريده إذا٥ كان مما٦ يصح منه الفعل، وإما أن يصير إلى مثل٧ حال الفاعل الذي يصح منه الفعل, وإن كان مما لا يصح منه الفعل.

فأما ما يُطاوِع بأن يفعل هو فعلا بنفسه فنحو قولك: "أطلقته فانطلق، وصرفته فانصرف"، ألا ترى أنه هو الذي فعل الانطلاق، والانصراف بنفسه


١ ظ، ش: أورده.
٢ الحق: زيادة من ظ، ش.
٣ ص: أبدا.
٤ ما: زيادة من ظ، ش.
٥ ظ، ش: إن.
٦ ظ، ش: ممن.
٧ ظ، ش: مثال.

<<  <   >  >>