للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المُرَاد بالْحسنِ هَهُنَا لَيْسَ مَعْنَاهَا الاصطلاحي بل اللّغَوِيّ بِمَعْنى مَا يمِيل إِلَيْهِ الطَّبْع وَهَذَا القَوْل بَعيدا جدا انْتهى وَفِي إِسْنَاده ثلاثي وَاحِد كَمَا سبق وَلَيْسَ لمُسلم وَأبي دَاوُد ثلاثي وَقد أطلق الْحَاكِم والخطيب الصِّحَّة على مَا فِي سنَن التِّرْمِذِيّ ذكره الْعلي الْقَارِي ولنعم مَا قيل شعر

(عليم بأسرة الْأَحَادِيث كلهَا ... فلولاه مَا يدرى الصَّحِيح من الْحسن) وَقَالَ بَعضهم فِيهِ نظم

(كتاب التِّرْمِذِيّ رياض علم ... جلت أزهاره زهر النُّجُوم)

(بِهِ الْآثَار وَاضِحَة أبينت ... بِأَلْفَاظ أُقِيمَت كالرسوم)

(واعلاها الصِّحَاح وَقد أنارت ... نجوما للخصوص وللعموم)

(وَمن حسن يَليهَا أَو غَرِيب ... وَقد بَان الصَّحِيح من السقيم)

(فعلله أَبُو عِيسَى مُبينًا ... معامله لأرباب الْعُلُوم)

(وطرزه بآثار صِحَاح ... تخيرها أولو النّظر السَّلِيم)

(من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء قدما ... وَأهل الْفضل والنهج القويم)

(فجَاء كِتَابه علقا نفيسا ... تفنن فِيهِ أَرْبَاب الْعُلُوم)

(ويقتبسون مِنْهُ نَفِيس علم ... يُفِيد نُفُوسهم أَسْنَى الرسوم)

(كتبناه روينَاهُ لنروي ... من التسنيم فِي دَار النَّعيم)

(وغاص الْفِكر فِي بَحر الْمعَانِي ... فَأدْرك كل معنى مُسْتَقِيم)

(جزى الرَّحْمَن خيرا بعد خير ... أَبَا عِيسَى على الْفِعْل الْكَرِيم)

وَله شُرُوح مِنْهَا شرح الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله الاشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي المتوفي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة سَمَّاهُ عارضة الأحوذي فِي شرح التِّرْمِذِيّ قَالَ ابْن خلكان أما معنى عارضة الأحوذي فالعارضة الْقُدْرَة على الْكَلَام يُقَال فلَان شَدِيد الْعَارِضَة إِذا كَانَ ذَا قدرَة على الْكَلَام والأحوذي الْخَفِيف فِي الشَّيْء لحذقه وَقَالَ الْأَصْمَعِي الأحوذي المشمر فِي الْأُمُور القاهر لَهَا لَا يشذ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء وَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة وَفِي آخِره يَاء مُشَدّدَة انْتهى

<<  <   >  >>