للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَصْل الثَّانِي فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ

الإِمَام حَافظ الْإِسْلَام خَاتِمَة الجهابذة النقاد الْأَعْلَام شيخ الحَدِيث وطبيب علله فِي الْقَدِيم والْحَدِيث أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم ابْن الْمُغيرَة بن بردزبه وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ الزراع الْجعْفِيّ وَكَانَ بردزبه فارسيا على دين قومه ثمَّ أسلم وَلَده الْمُغيرَة على يَد الْيَمَان الْجعْفِيّ وَالِي بُخَارى فنسب إِلَيْهِ نِسْبَة وَلَاء عملا بِمذهب من يرى أَن من أسلم على يَد شخص كَانَ وَلَاؤُه لَهُ وَلذَا قيل للْبُخَارِيّ الْجعْفِيّ ويمان هَذَا هُوَ جد الْمُحدث عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن يمَان الْجعْفِيّ المسندي

قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَأما إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة فَلم نقف على شَيْء من أخباره وَأما وَالِد البُخَارِيّ فقد ذكرت لَهُ تَرْجَمَة فِي كتاب الثِّقَات لِابْنِ حبَان فَقَالَ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة اسماعيل بن إِبْرَاهِيم وَالِد البُخَارِيّ يروي عَن حَمَّاد بن زيد وَمَالك روى عَنهُ الْعِرَاقِيُّونَ وَذكره وَلَده فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقَالَ اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة سمع من مَالك وَحَمَّاد بن زيد وَصَحب ابْن الْمُبَارك

وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تأريخ الْإِسْلَام وَكَانَ أَبُو البُخَارِيّ من الْعلمَاء الورعين وَحدث عَن أبي مُعَاوِيَة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَحْمد بن جَعْفَر وَنصر بن الْحُسَيْن قَالَ أَحْمد بن حَفْص دخلت على أبي الْحسن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم عِنْد مَوته فَقَالَ لَا أعلم فِي جَمِيع مَالِي درهما من شُبْهَة فَقَالَ أَحْمد فتصاغرت إِلَيّ نَفسِي عِنْد ذَلِك

وَكَانَ مولد أبي عبد الله البُخَارِيّ يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال وَقَالَ ابْن كثير لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّالِث عشر من شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة ببخارى وَهِي من أعظم مدن مَا وَرَاء النَّهر بَينهمَا وَبَين سَمَرْقَنْد ثَمَانِيَة أَيَّام وَتوفى أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما فِي حجر والدته وَكَانَ نحيفا لَيْسَ بالطويل وَلَا بالقصير وَكَانَ فِيمَا ذكره غُنْجَار فِي تأريخ بُخَارى واللالكائي فِي شرح السّنة فِي بَاب كرامات

<<  <   >  >>