للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَى شَيْء من الْعلم قَالَ الْخطابِيّ وَهَذَا كَمَا قَالَ لَا شكّ فِيهِ فقد جمع فِي كِتَابه هَذَا من الحَدِيث فِي أصُول الْعلم وَأُمَّهَات السّنَن وَأَحْكَام الْفِقْه مالم يعلم مُتَقَدما سبقه إِلَيْهِ وَلَا مُتَأَخِّرًا لحقه فِيهِ قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْقطعَة الَّتِي كتبهَا من شرح سنَن أبي دَاوُد يَنْبَغِي للمشاغل بالفقه وَغَيره الِاعْتِبَار بسنن أبي دَاوُد بمعرفته التَّامَّة فَإِن مُعظم أَحَادِيث الْأَحْكَام الَّتِي يحْتَج بهَا فِيهِ مَعَ سهولة تنَاوله وتلخيص أَحَادِيثه وبراعة مُصَنفه واعتنائه بتهذيبه وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ لما صنف أَبُو دَاوُد كتاب السّنَن أَلين لأبي دَاوُد الحَدِيث كَمَا أَلين لداود الْحَدِيد أنْشد الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي رَحمَه الله تَعَالَى نظم

(لِأَن الحَدِيث وَعلمه بِكَمَالِهِ ... لإِمَام أهليه أبي دَاوُد)

(مثل الَّذِي لَان الْحَدِيد وسبكه ... لبني أهل زَمَانه دَاوُد) وَله فِي مدحه نظم

(أولى كتاب لذِي فقه وَذي نظر ... وَمن يكون من الأوزار فِي وزر)

(مَا قد تولى أَبُو دَاوُد محتسبا ... تأليفه فَأتى كالضوء فِي الْقَمَر)

(لَا يَسْتَطِيع عَلَيْهِ الطعْن مُبْتَدع ... وَلَو تقطع من ضغن وَمن ضجر)

(فَلَيْسَ يُوجد فِي الدُّنْيَا أصح وَلَا ... أقوى من السّنة الغراء والأثر)

(وكل مَا فِيهِ من قَول النَّبِي وَمن ... قَول الصَّحَابَة أهل الْعلم وَالْبَصَر)

(يرويهِ عَن ثِقَة عَن مثله ثِقَة ... عَن مثله ثِقَة كالأنجم الزهر)

(وَكَانَ فِي نَفسه فِيمَا أَحَق وَلَا ... أَشك فِيهِ إِمَامًا عالي الْخطر)

(يدْرِي الصَّحِيح من الْآثَار يحفظه ... وَمن روى ذَلِك من أُنْثَى وَمن ذكر)

(محققا صَادِقا فِيمَا يَجِيء بِهِ ... قد شاع فِي البدو عَنهُ ذَا وَفِي الْحَضَر)

(والصدق للمرء فِي الدَّاريْنِ منقبة ... مَا فَوْقهَا أبدا فَخر لمفتخر)

وَحكى أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مندة الْحَافِظ إِن شَرط أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَحَادِيث أَقوام لم يجْتَمع على تَركهم إِذا صَحَّ الحَدِيث باتصال السَّنَد من غير قطع والإرسال وَقَالَ الْخطابِيّ كتاب أبي دَاوُد

<<  <   >  >>