للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(إِذا قيل من نجم الحَدِيث وَأَهله ... أشاروا أولُوا الْأَلْبَاب يعنون مَالِكًا)

(إِلَيْهِ تناهى علم دين مُحَمَّد ... فوطأ فِيهِ للراة المسالكا)

(ونظم بالتصنيف أسبل نثره ... وأوضح مالولاه قد كَانَ حالكا)

(وأحيى دروس الْعلم شرقا ومغربا ... تقدم فِي تِلْكَ المسالك سالكا)

(وَقد جَاءَ فِي الْآثَار من ذَاك شَاهد ... على أَنه فِي الْعلم خص بذلكا)

(فَمن كَانَ ذَا طعن على علم مَالك ... وَلم يقتبس من نوره كَانَ هَالكا)

قَالَ الشَّافِعِي قَالَ لي مُحَمَّد بن الْحسن أَيهمَا أعلم صاحبنا أَو صَاحبكُم يَعْنِي أَبَا حنيفَة ومالكا رَضِي الله عَنْهُمَا قلت على الانصاف قَالَ نعم قلت ناشدتك الله من أعلم بِالْقُرْآنِ صاحبنا أم صَاحبكُم قَالَ اللَّهُمَّ صَاحبكُم قلت ناشدك الله من أعلم بِالسنةِ صاحبنا أم صَاحبكُم قَالَ اللَّهُمَّ صَاحبكُم قلت ناشدتك الله من أعلم بأقاويل أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُتَقَدِّمين صاحبنا أم صَاحبكُم قَالَ اللَّهُمَّ صَاحبكُم قَالَ الشَّافِعِي فَلم يبْق إِلَّا الْقيَاس وَالْقِيَاس لَا يكون إِلَّا على هَذِه الْأَشْيَاء فعلى أَي شَيْء تقيس

وَقَالَ عبد الله بن الْمُبَارك كنت عِنْد مَالك وَهُوَ يحدث فلدغته عقرب سِتّ عشرَة مرّة وَهُوَ يتَغَيَّر لَونه ويصفر وَلَا يقطع حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا فرغ من الْمجْلس وتفرق النَّاس قلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله لقد رَأَيْت الْيَوْم مِنْك عجبا فَقَالَ نعم وَأخْبرهُ إِنَّمَا صبرت إجلالا لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَقَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ مَالك يَأْتِي الْمَسْجِد وَيشْهد الصَّلَاة وَالْجُمُعَة والجنائز وَيعود المرضى وَيَقْضِي الْحُقُوق وَيجْلس فِي الْمَسْجِد ويجتمع إِلَيْهِ أَصْحَابه ثمَّ ترك الْجُلُوس فِي الْمَسْجِد فَكَانَ يُصَلِّي وينصرف إِلَى مَجْلِسه وَترك حُضُور الْجَنَائِز فَكَانَ يَأْتِي أَهلهَا فيعزيهم ثمَّ ترك ذَلِك كُله فَلم يكن يشْهد الصَّلَوَات فِي الْمَسْجِد وَلَا الْجُمُعَة وَلَا يَأْتِي أحدا يعزيه وَلَا يقْضِي لَهُ حَقًا وَاحْتمل النَّاس لَهُ ذَلِك حَتَّى مَاتَ عَلَيْهِ وَكَانَ رُبمَا قيل لَهُ فِي ذَلِك فَيَقُول لَيْسَ كل النَّاس يقدر أَن يتَكَلَّم بِعُذْرِهِ

<<  <   >  >>