للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ذكر السبب في تبديل التوراة]

علماؤهم وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم، لا يعتقد أحد منهم أنها المنزلة على موسى البتة؛ لأن موسى -عليه السلام- صان التوراة عن بني إسرائيل، ولم يبثها فيهم؛ وإنما سلمها إلى عشيرته أولاد لاوى. ودليل ذلك قول التوراة: "ويختوب موسى اث هتود هزوث وتيناه الهكوهيم بني ليوي". تفسيره: "وكتب موسى هذه التوراة، ودفعها إلى الأئمة بني لاوى". وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم؛ لأن الإمامة وخدمة القرابين وبيت المقدس كانت موقوفة عليهم.

ولم يبذل موسى من التوراة لبني إسرائيل إلا نصف سورة يقال لها: "هاأزينوا" فإن هذه السورة من التوراة هي التي علمها موسى لبني إسرائيل. وذلك قوله: "ويختوب موسى اث هثيرا هزرث ويلمذاه لبني يسرائيل". تفسيره: "وكتب موسى هذه السورة، وعلمها بني إسرائيل".

وأيضا فإن الله قال لموسى عن هذه السورة: "وها يثالي هيشرا هزوث لعيد بني يسرائيل". تفسيره: "وتكون لي هذه السورة شاهدا على بني إسرائيل".

وأيضا فإن الله قال لموسى عن هذه السورة: "كي لونشا خاخ مفي زرعوا". تفسيره: "لأن هذه السورة لا تنسى من أفواه أولادهم"١.


١ جاء في سفر الخروج ٢٤/ ١٢: وقال الرب لموسى: اصعد إلَيَّ إلى =

<<  <   >  >>