إن سبيل ذوي التحصيل أن يجتنبوا الرذائل، وينفروا مما قبح في العقول السليمة، ورجح زيفه عند الأفهام المستقيمة. ولهذه الطائفة من الفنون الضلالية ما تنبو عن مثله العقول، ويخالفه المشروع والمعقول.
فمن ذلك: أنهم مع ذهاب دولتهم وتفرق شملهم، وعلمهم بالغضب الممدود عليهم. يقولون كل يوم في صلواتهم: إنهم أبناء الله وأحباؤه. وذلك قولهم كل يوم في الصلاة:"اهباث عولام أهبثانو أدوناي الوهينو" تفسيره: الدهر أحببتنا يا إلهنا.
"هثبيو أبينو الترورأثخينا" تفسيره: ارددنا يا أبانا إلى شريعتك.
"أبينو ملكينو الوهينو" تفسيره: يا أبانا يا ملكنا يا إلهنا.
"وايث كل رود في يانخا واويبي عدا شخاكوالام كساموا أيام إيحاد ميهم لونوا أثار" تفسيره: وجميع الذين اقتفوا أثر نيبك، وأعداء جماعتك كلهم غطاهم البحر، واحد منهم لم يبق ١.
ويمثلون أنفسهم بعناقيد العنب، وسائر الأمم بالشوك المحيط
١ هذه الصلاة يسمونها محبة الدهر كما ذكر ابن القيم في هداية الحيارى ص ٦١٣.