وسبب هذه الغطرسة أن اليهود غرهم ما افتروا على الله في دينهم من أنهم أبناء الله وأحباؤه. وبالغوا مستندين إلى النصوص المذكورة في الحاشية الأولى من الفصل السابق "إبطال ما يدعون من محبة الله إياهم" بالغوا في بيان فضلهم واختيارهم، فذكروا أن الفرق بينهم وبين سائر الأمم كالفرق بين الإنسان والحيوان، وأن الناس مسخرون لهم كما أن الحيوان مسخر للإنسان. وقد قرروا أيضا أن لليهود وحدهم الحياة الأبدية، وأن أرواحهم من روح الله دون سائر الناس. ويزعمون أن هذا سيتحقق عند مجيء المسيح المنتظر كما سيأتي قريبا. وتتجلى هذه الأفكار ويظهر تطبيقها والعمل بمقتضاها في كتاب الخطر الصهيوني "بروتوكولات حكماء صهيون". ويؤيد ذلك ما ذكره المفكر الجزائري مالك بن نبي -رحمه الله- من أنه كان في متجر في باريس يشتري بعض الحاجات، فدخلت امرأة جزائرية من قسنطينة، ومعها ولد لها يبكي فزجرته أمه بلهجة تلك البلدة التي تشبه لهجة يهود الجزائر. فما إن سمعتها امرأة أخرى كانت قابعة هناك حتى اقتربت منها وسلمت عليها بتلك اللهجة، وقالت لها مشيرة إلى الشعب الفرنسي: الحمد لله الذي سخر لنا هذه الأبقار. ظانة إياها أنها يهودية مثلها.