التَّشْبِيه إِيصَال الْمَعْنى للذهن وإيضاحه نَحْو قَوْله تَعَالَى {فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} إستعيرت لَام التَّعْلِيل للغاية أَو لم تقترن بِصفة وَلَا تَفْرِيع مِمَّا يلائم الْمُسْتَعَار لَهُ أَو مِنْهُ فمطلقة نَحْو عِنْدِي أَسد أَو قرنت بِمَا يلائم الْمُسْتَعَار لَهُ فمجردة كَقَوْلِه
(غمر الرِّدَاء إِذا تَبَسم ضَاحِكا ... علقت بضحكته رِقَاب المَال)
أَي كثير الْعَطاء إستعار لَهُ الرِّدَاء لِأَن الْعَطاء يصون صَاحبه كَمَا يصون الرِّدَاء مَا يلقِي عَلَيْهِ ثمَّ وَصفه بالغمر الَّذِي يُنَاسب الْعَطاء تجريدا
أَو قرنت بِمَا يلائم الْمُسْتَعَار مِنْهُ فمرشحة كَقَوْلِه تَعَالَى {أُولَئِكَ الَّذين اشْتَروا الضَّلَالَة بِالْهدى فَمَا ربحت تِجَارَتهمْ} استعير الاشتراء للاستبدال ثمَّ فرع عَلَيْهِمَا مَا يلائم الاشتراء من الرِّبْح وَالتِّجَارَة أَو اضمر التَّشْبِيه فِي النَّفس فَلم يُصَرح بِشَيْء من أَرْكَانه سوى الْمُشبه فبالكناية أَي فَهُوَ اسْتِعَارَة بِالْكِنَايَةِ وَيدل عَلَيْهِ أَي على التَّشْبِيه الْمُضمر إِثْبَات أَمر مُخْتَصّ بالمشبه بِهِ للمشبه وَهُوَ أَي الْإِثْبَات الْمَذْكُور الإستعارة التخييلية كَقَوْلِه
(وَإِذا الْمنية أنشبت أظفارها ... )
شبه المينة فِي اغتيال النُّفُوس بالقهر وَالْغَلَبَة بالسبع وَأثبت لَهَا أمرا مُخْتَصًّا بِهِ وَهُوَ الْأَظْفَار
ومركب عطف على مُفْرد وَهُوَ الثَّانِي من قسمي الْمجَاز وَهُوَ اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِيمَا شبه بِمَعْنَاهُ الْأَصْلِيّ تَشْبِيه تَمْثِيل فَإِن كَانَ وَجهه منتزعا من مُتَعَدد مُبَالغَة كَقَوْلِك للمتردد فِي أَمر أَرَاك تقدم رجلا وتؤخر أُخْرَى تَشْبِيها لصورة تردده فِي ذَلِك الْأَمر بِصُورَة تردد من قَامَ يذهب فَتَارَة يُرِيد الذّهاب فَيقدم رجلا وَتارَة لَا يُرِيد فيؤخر أُخْرَى فَاسْتعْمل فِي الصُّورَة الأولى الْكَلَام الدَّال على الثَّانِيَة وَوجه الشّبَه هُوَ الْإِقْدَام تَارَة والإحجام أُخْرَى وَهُوَ منتزع من عدَّة أُمُور
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute