تأليف الشَّيْخ الْعَلامَة جلال الدّين السُّيُوطِيّ
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله وَالشُّكْر لَهُ وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على خير نَبِي أرْسلهُ هَذِه نقاية من عدَّة عُلُوم يحْتَاج الطَّالِب إِلَيْهَا ويتوقف كل علم ديني عَلَيْهَا وَالله أسأَل أَن ينفع بهَا ويوصل أَسبَاب الْخَيْر بِسَبَبِهَا
أصُول الدّين
علم نبحث فِيهِ عَمَّا يجب اعْتِقَاده الْعَالم حَادث وصانعه الله الْوَاحِد قديم لَا ابْتِدَاء لوُجُوده وَلَا انْتِهَاء ذَاته مُخَالفَة لسَائِر الذوات وَصِفَاته الْحَيَاة والإرادة وَالْعلم وَالْقُدْرَة والسمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام الْقَائِم بِذَاتِهِ الْمعبر عَنهُ بِالْقُرْآنِ الْمَكْتُوب فِي الْمَصَاحِف الْمَحْفُوظ فِي الصُّدُور المقروء بالألسنة قديمَة منزه تَعَالَى عَن الْجِسْم واللون والطعم وَالْعرض والحلول وَمَا ورد فِي الْكتاب وَالسّنة من الْمُشكل نؤمن بِظَاهِرِهِ وننزهه تَعَالَى عَن حَقِيقَته ثمَّ نفوض مَعْنَاهُ إِلَيْهِ تَعَالَى أَو نؤول وَالْقدر خَيره وشره مِنْهُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَا فَلَا لَا يغْفر الشّرك بل غَيره إِن شَاءَ لَا يجب عَلَيْهِ شَيْء أرسل رسله بالمعجزات الباهرات وَختم بهم مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
والمعجزة أَمر خارق للْعَادَة على وفْق التحديث وَيكون كَرَامَة للْوَلِيّ إِلَّا نَحْو ولد ووالد ونعتقد أَن عَذَاب الْقَبْر حق وسؤال الْملكَيْنِ حق والحشر والمعاد حق والصراط حق وَالْمِيزَان حق والشفاعة حق ورؤية الْمُؤمنِينَ لَهُ تَعَالَى حق والمعراج بجسد الْمُصْطَفى حق ونزول عِيسَى قرب السَّاعَة وَقَتله الدَّجَّال حق وَرفع