الأول مُنْقَطع وَفِي الثَّانِي رد مَعَ أَن الحكم فيهمَا الإنقطاع وَالرَّدّ وَهَذَا الْفَصْل مُحَرر فِي التحبير بِمَا لم أسبق إِلَيْهِ وَصَحَّ فِيهِ أَشْيَاء كقصة الْإِفْك وَهِي مَشْهُورَة فِي الصِّحَاح وَغَيرهَا وَالسَّعْي فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة
كَانَ الْأَنْصَار قبل أَن يسلمُوا يهلون لمناة الطاغية وَكَانَ من أهل لَهَا يتحرج أَن يطوف بالصفاة والمروة فسألوا عَن ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل الله {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} إِلَى قَوْله {فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن يطوف بهما}
وَرُوِيَ البُخَارِيّ عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان قَالَ سَأَلت أنسا عَن الصَّفَا والمروة قَالَ كُنَّا نرى أَنَّهُمَا من أَمر الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا جَاءَ الاسلام أمسكنا عَنْهُمَا فَأنْزل الله تَعَالَى {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} وَآيَة الْحجاب وَآيَة الصَّلَاة خلف الْمقَام {عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن} الْآيَة فقد رُوِيَ البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ عمر وَافَقت رَبِّي فِي ثَلَاث قلت يَا رَسُول الله لَو اتخذنا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى فَنزلت {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} وَقلت يَا رَسُول الله إِن نِسَاءَك يدْخل عَلَيْهِنَّ الْبر والفاجر فَلَو أمرتهن أَن يحتجبن فَنزلت آيَة الْحجاب وَاجْتمعَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نساؤه فِي الْغيرَة فَقلت لَهُنَّ عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن فَنزلت كَذَلِك
أول مَا نزل من الْقُرْآن
النَّوْع الْحَادِي عشر أول مَا نزل الْأَصَح أَنه {اقْرَأ باسم رَبك} ثمَّ المدثر وَقيل عَكسه لما فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن سَأَلت جَابر بن عبد الله أَي الْقُرْآن انْزِلْ قبل قَالَ {يَا أَيهَا المدثر} قلت أَو {اقْرَأ باسم رَبك} قَالَ أحدثكُم بِمَا حَدثنَا بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم