للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إدعى أَن عِلّة نزُول الْمَطَر عرق حماها الْحَادِثَة بِسَبَب عَطاء الممدوح حسدا لَهُ وَهُوَ اعْتِبَار لطيف وَلَيْسَ عِلّة فِي الْوَاقِع

التَّفْرِيع بِالْمُهْمَلَةِ أَن يثبت لمتعلق أَمر حكم بعد إثْبَاته لآخر من متعلقاته كَقَوْلِه

(أحلامكم لسقام الْجَهْل شافية ... كَمَا دماؤكم تشفي من الْكَلْب)

أثبت الشِّفَاء لدمائهم بعد إثابته لأحكامهم تَأْكِيدًا لمدح يشبه الذَّم وَعَكسه أَي تَأْكِيد الذَّم بِمَا يشبه الْمَدْح أَن يخرج من صفة مدح أَو ذمّ منفية عَن الشَّيْء صفة مِنْهُ بِتَقْدِير دُخُولهَا فِيهَا وَذَلِكَ يكون باستثناء واستدراك وصف مِمَّا قبله كَقَوْلِه

(وَلَا عيب فيهم غير أَن سيوفهم ... بِهن فلول من قراع الْكَتَائِب)

وَقَوله

(هُوَ الْبَدْر إِلَّا أَنه الْبَحْر زاخرا ... سوى أَنه الضرغام لكنه الوبل)

ومثاله فِي الذَّم فلَان لَا خير فِيهِ إِلَّا أَنه يسيء الْأَدَب وَفُلَان فَاسق لكنه جَاهِل

الاستتباع الْمَدْح بِشَيْء على وَجه يستتبعه أَي الْمَدْح بآخر كَقَوْلِه

(نبهت من الْأَعْمَار مَا لَو حويته ... لهنئت الدُّنْيَا بأنك خَالِد)

مدحه بالنهاية فِي الشجَاعَة على وَجه استتبع مدحه بِكَوْنِهِ سَببا لصلاح الدُّنْيَا ونظامها

الادماج تضمين مَا سيق لشَيْء شَيْئا آخر كَقَوْلِه

(أَبى دَهْرنَا إسعافنا فِي نفوسنا ... وأسعفنا فِيمَن نحب ونكرم)

(فَقلت لَهُ نعماك فيهم أتمهَا ... ودع أمرنَا إِن الأهم الْمُقدم)

ضمن التهنئة بشكوى الدَّهْر

<<  <   >  >>