قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " انْزِعْ عَنْكَ الْقَمِيصَ "، فَنَزَعَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذَا يَوْمٌ رُخِّصَ لَكُمْ إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا مِنْ كُلِّ مَا حُرِّمْتُمْ مِنْهُ إِلَّا النِّسَاءَ، فَإِذَا أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا بِالْبَيْتِ صِرْتُمْ حُرُمًا كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ " قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَتْنِي
أُمُّ قَيْسِ ابْنَةُ مِحْصَنٍ، وَكَانَتْ جَارَةً لَهُمْ، قَالَتْ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِي عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مُتَقَمِّصِينَ عَشِيَّةَ يَوْمِ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيَّ عِشَاءً وَقُمُصُهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَيْ عُكَاشَةُ، مَا لَكُمْ خَرَجْتُمْ مُتَقَمِّصِينَ وَرَجَعْتُمْ وَقُمُصُكُمْ عَلَى أَيْدِيكُمْ تَحْمِلُونَهَا؟ قَالَ: " خَيْرٌ يَا أُمَّ قَيْسٍ، كَانَ هَذَا يَوْمًا رُخِّصَ لَنَا فِيهِ، إِذَا رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ حَلَّ لَنَا كُلُّ شَيْءٍ حَرُمْنَا مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ النِّسَاءِ حَتَّى نَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَإِذَا أَمْسَيْنَا وَلَمْ نَطُفْ، صِرْنَا حُرُمًا كَهَيْئَتِنَا قَبْلَ أَنْ نَرْمِيَ الْجَمْرَةَ، فَأَمْسَيْنَا وَلَمْ نَطُفْ، فَصِرْنَا حُرُمًا كَمَا تَرَيْنَ "
١٥٥٩ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ جُدَامَةَ ابْنَةِ وَهْبٍ وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّ عُكَاشَةَ بْنَ وَهْبٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخًا لَهَا آخَرَ، جَاءَا لَهَا حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ النَّحْرِ، فَأَلْقَيَا قَمِيصَيْهِمَا، فَقَالَتْ: مَا لَكُمَا؟ فَقَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ أَفَاضَ مِنْكُمَا فَلْيَلْقِ ثِيَابَهُ " وَكَانُوا قَدْ تَطَيَّبُوا وَلَبِسُوا الثِّيَابَ وَلَمَّا اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْبِابِ كَمَا ذَكَرْنَا فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْهُ، فَرَأَيْنَا الرَّجُلَ إِذَا أَحْرَمَ بِالْحَجِّ حَرُمَ عَلَيْهِ بِإِحْرَامِهِ أَشْيَاءُ، مِنْهَا حَلْقُ رَأْسِهِ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَرْمِيَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute