للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أنَّ الفرَّاء١ قد حكى: "رُيَّة "في "رُؤْيَة"٢.

وسمع الكسائي٣: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّيَّا تَعْبُرُونَ} ٤ وهذا من الاعتداد بالعارض فلا يقاس عليه.

فإن كان السابق مبدلاً بدلاً لازماً في اسم لا يناسب الفعل فحكمه حكم الأصلي كمثال "إنْفَحَة"٥ من "أوب"٦ أصله: إِئْوَبَة، ثُمَّ:


١ تقدَّمت ترجمته ص ٢٤
٢ جاء في معاني القرآن للفراء ٢/٣٥: "وإذا كانت الهمزة من "الرُؤْيَا" قالوا: الرُّويا، طلباً للهمزة، وإذا كان من شأنهم تحويل الهمزة قالوا: لا تقصص رُيَّاك في الكلام. فأمَّا في القرآن فلا يجوز لمخالفته الكتاب، أنشدني أبو الجراح:
لعرض من الأعراض يُمسي حَمَامُه ... ويُضحي على أفنانه الغين يهتف
أحبُّ إلى قلبي من الدِّيك رُيَّةً ... وباب إذا ما مال للغلق يَصْرِف
أراد: رُؤية، فلمَّا ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء مشددة كما يقال: لويته لَيّاً، وكويته كيّاً، والأصل: كوياً، ولوياً، وإن أشرت إلى الضمة قلت: رُيَّا فرفعت الراء فجائز".
٣ أبو الحسن علي بن حمزة المعروف بالكسائي، شيخ أئمة النحو، الكوفي، وأحد القراء السبعة، أخذ عن الخليل ويونس بن حبيب، وغيرهما. وأخذ عنه الفراء وخلف وغيرهما، له عِدَّة مؤلفات، توفي سنة ٢٨٢. وقيل ٢٨٩ هـ. تنظر ترجمته في كل من: مراتب النحويين ص ١٢٠، وطبقات الزبيدي ص ١٢٧، ونزهة الألباء ص ٦٧، ومعرفة القراء الكبار ١/١٢٠، ومعجم المؤلفين ٧/٨٤.
٤ الآية ٤٣ من سورة يوسف. جاء في معاني القرآن للفراء ٢/٣٦: "وزعم الكسائي أنَّه سمع أعرابياً يقول: {إنْ كُنْتُم للرُّيَّا تَعْبُرُون} .
وفي مختصر الشواذ لابن خالويه ص ٦٢: "عن أبي عمرو: {قَدْ صَدَّقت الرِّيَّا} .. وسمع الكسائي: رُيَّاك، ورِيَّاك". وينظر الكشاف ٢/٣٠٣، والدر المصون ٦/٤٣٨، والمساعد ٤/١٥٣، وابن الناظم ص ٨٥٥
٥ الإنْفَحَةُ: بكسر الهمزة وفتح الفاء والحاء: "شيءٌ أصفر يُسْتَخْرَج من بطن الجدي يوضع في اللبن ليروب ويغلظ ويجبن". ينظر: تهذيب اللغة"نفح) ٥/١١٢، واللسان "نفح) .
٦ الأوب: الناحية، والرجوع. ينظر: الصحاح "أوب".

<<  <   >  >>