للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

ويمنع من قلب الواو والياء ألفاً لتحركهما وانفتاح ما قبلهما خوف توالي إعلالين؛ لأنَّه إجحاف ومآله - أيضاً - إلى التقاء " الساكنين "١، وذلك نحو " هَوَى " أصله: هَوَيٌ٢، فكل واحد من الواو والياء متحرك مفتوح ما قبله، فلو أُعِلاَّ لزم المحذور الذي ذُكِر، ولزم بقاء الاسم على حرف واحد، وبقاء الفعْل على حرفين ثانيهما ألف٣.

ولو صححا أهمل مقتضى كل واحد من السببين فتعين تصحيح أحدهما وإعلال الآخر، وكان إعلال الآخر أولى؛ لأنَّه لو صُحِّحَ عُرِّض لحركات الإعراب الثلاث. وللكسر عند الإضافة إلى ياء المتكلم وللإدغام إن وليه مثله، والإدغام إعلال فيلزم حينئذٍ توالي إعلالين، وليس الأول معرضاً لشيء مِمَّا ذكر فكان بالتصحيح أولى٤.

وإن كان الإعلالان مختلفين اغتفر اجتماعهما إن كان مخلصاً من كثرة


١ في ب: " ساكنين ".
٢ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، ولم تقلب الواو التي قبلها مع أنَّها متحركة مفتوح ما قبلها لئلا يجتمع إعلالان متواليان. ينظر: المساعد ٤/١٦٤، والتعريف في ضروري التصريف ص ٤٩
٣ وذلك أنَّهما لو أُعِلاَّ لصارا ألفين فيجب حذف أحدهما لالتقاء الساكنين ثُمَّ يحذف الآخر لملاقاة التنوين فيبقى الاسم على حرف واحد. أمَّا الفعل الذي لا ينون فإنَّه يبقى على حرفين ثانيهما ألف. ينظر شرح الكافية الشافية ٤/٢١٢٩-٢١٣٠، والأشموني ٤/٣١٦.
٤ قال ابن إيَّاز في شرحه لتصريف ابن مالك ص ١٧٠. "فإن قيل: فهلا أعلوا العين وصححوا اللام فقالوا: "هَايٌ وشَايٌ". فالجواب: إعلال اللام أولى من إعلال العين لتطرفه، ولذا كثر الحذف فيه". وينظر: شرح الكافية الشافية ٤/٢١٣١، والأشموني ٤/٣١٦-٣١٧.

<<  <   >  >>