للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثقل١ ولم يوقع في محذور آخر كالتباس مثال بمثال ونحو ذلك، ولذا قيل في مصدر: "احواوى: احْوِيوَاء، واحْوِيَّاء"٢، والإعلال قول سيبويه والتصحيح قول المبرد٣.

ويمنع من الإعلال المذكور - أيضاً - كون حرف اللين عين " فَعِل " الذي يلزم صوغ الوصف منه على "أَفْعَلَ٤ وفَعْلاَء". أو عين مصدره نحو: عَوِر عَوْرَاء فهو أَعْوَر، وغَيِد فهو أَغْيَد٥.

وإنَّما لم تعل عين هذا النوع مع تحركها وانفتاح ما قبلها حملاً على


١ في ب: " من كثرة ثقل ".
٢ قال في تهذيب اللغة (حوى) ٥/٢٩٣: "ويقال: أحواوى يحِوَاوِى احْوِيَوَاء". وفي الصحاح (حوا) : " وقال الأصمعي: الحُوة حمرة تضرب إلى السواد يقال: قد احووى الفرس يحووي احوواء، قال وبعض العرب يقول: احواوى يحواوى احويواء ". وفي اللسان (حوا) ١٨/٢٢٥: " وقد حَويّ واحواوى واحووّى مشدَّدة واحْوَوَى فهو أحوى ". وقال: " قال ابن سيده: ومَنْ قال احواويت فالمصدر: احويّاء؛ لأنَّ الياء تقلبها كما قلبت واو أيَّام ".
وقال أيضاً: " قال ابن سيده: قال سيبويه: إنَّما تثبت الواو في احوويت واحواويت حيث كانتا وسطا ... ". وينظر المنصف ٢/٢٢٠
٣ هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، كان إماماً في اللغة والنحو والأدب، يُعَدّ كتابه المقتضب أفضل كتاب يُؤَلَّف في موضوعه بعد كتاب سيبويه، بل إنَّه يفوق سيبويه في سلاسة اسلوب وحسن التنظيم، تتلمذ على كثيرٍ من أئمة اللغة أمثال الجرمي والمازني والسجستاني، توفي سنة ٢٨٥هـ وقيل ٢٨٢ أو ٢٨٦هـ. تنظر ترجمته وأخباره في مقدمة كتابه بقلم الشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله.
٤ احترز به من فَعِل الذي الوصف منه على فاعل نحو " خاف " فإنّ أصله خَوِفَ على وزن فَعِلَ وقد أعلّ.
٥ الغيد: النعومة. يقال: امرأة غَيْداء وغادة أيضاً أي ناعمة بينة الغيد. والأغيد الوسنان المائل العنق. الصحاح (غيد) ٢٥١٧.

<<  <   >  >>