للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الابتلاء في الدعوات

إِن طريق الدعوة محفوفٌ بالمكاره، والمحن، والشدائد، وتلك سنة الله من لدن آدم -عليه السلام- مروراً بنوح -عليه السلام- وإِخوانه هود وصالح، وإِبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وعيسى، وغيرهم، إِلى خاتمهم محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.

وهو كذلك بالنسبة لأتباع الرسل من الدعاة إِلى الله، فأشد الناس ابتلاءً، هم الأنبياء، فالأولياء، فالأمثل، فالأمثل.

يقول الشيخ محمد -رحمه الله- في هذا:

((واعلم أن الله -سبحانه- من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد إِلا جعل له أعداءً، كما قال تعالى:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [الأنعام: من الآية١١٢] ١.

ويقول في رسالته إِلى نغيمش وغيره من إِخوانه:

((ولكن -يا إِخواني- لا تنسوا قول الله تعالى:

{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} (الفرقان: من الآية: ٢٠] .


١ مؤلفات الشيخ، ٥/١٥٦.

<<  <   >  >>