رسلاً لله، وقدوة للبشرية، ونماذج رفيعة، وأيضاً عبيداً مخلصين لله، أزكى، وأطهر، وأعلى ما تكون العبودية.
وهذا الفهم لطبيعة الدعوة السلفية قد أفاض توضيحه السلفيون، بل إِن الملك عبد العزيز، رحمه الله، أوضحه في خطب رسمية معلنة، فما كان يجوز لأحمد أمين أن يختل الميزان في يديه، وأن يتحدث عن الدعوة الوهابية حديثا متأرجحا يجنح للصواب حينا، وللخطأ حينا.
يقول الملك عبد العزيز -رحمه الله- في خطابه في موسم الحج، في غرة ذي الحجة ١٣٤٧هـ (١١ / ٥ / ١٩٢٩م) موضحا المعنى الحقيقي للتقيد بمنهاج السلف في العقيدة:
((يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا الوهابي باعتبار أنه مذهب خاص نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا، هي: عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله، وسنة رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق عندنا بين مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا، إِننا لا نبغي التجديد الذي يفقدنا ديننا، وعقيدتنا.
وقد خطب الملك عبد العزيز في موسم حج سنة ١٣٥٢هـ (١٩٣٤م) فزاد أمر العقيدة السلفية، والتسامح المذهبي توضيحا، فقال: