ومع ما أفاء الله به على بيت المال من الخير الوفير، إِلا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كان مثالا في الزهد والتعفف، لا يأكل منه إِلا بالمعروف، يشهد لذلك أنه -رحمه الله- مات، ولم يخلف شيئا من المال.
لكن الشيخ الذي لم يترك شيئا من المال -مع وجوده في موقع قريب من الدولة- ترك ما هو أثمن بكثير من المال، فكان من حصاد رحلته الدعوية في مراحلها المختلفة علم كثير لم يقصد صاحبه من إِبداعه أن يكون مجرد مؤلفات تعزى إِلى كاتب، أو مجرد إِشباع لرغبة شخصية في التأليف، وإِنما قصد منها بالدرجة الأولى، أن تكون دعوة إلى الله، وأن تأخذ بيد المسلمين إِلى الفقه الصحيح للإِسلام: عقيدة وشريعة ودعوة وثقافة ودولة وتربية، وقدرة على نشر العقيدة الإِسلامية في العالم، وفق فقه السلف، ومنهج السلف، وطريقة السلف، القائمة على الإِخلاص لله في القول والعمل، وعبادة الله وحده دون من سواه، كما كان عليه الأمر في سيرة النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وسيرة خلفائه الراشدين.
وفي إطار هذه الغاية الدعوية، جاءت مصنفات الشيخ، وكتاباته -من الكتب، والرسائل، والمسائل، والخطب، والمكاتبات- على النحو التالي: