تابع فيها الداعية رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وصحابته الكرام، وسلف الأمة الصالح، واستفاد كثيرا ممن سبقه من علماء السلف، وعلى وجه الخصوص شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله، الذي جاهد في سبيل رد الناس إِلى الكتاب والسنة، والدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة، فقد كان أثر ذلك في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب واضحا.
صدق في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عزم الداعية، وقامت الدولة فيها بواجبها في الدعوة إِلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعمل بشريعة الله في مختلف شؤونها.
محورها الأساسي الدعوة إِلى توحيد الله في ربوبيته، وإِلهيته، وأسمائه وصفاته، وأن لا يصرف شئ من أنواع العبادة لغيره، وهو محور دعوة الرسل جميعا-عليهم الصلاة والسلام- وخاتمهم وإمامهم نبينا محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الذي جاهد في الله حق جهاده، حتى تحققت العبودية لله وحده دون من سواه، قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: ٢٥] .
تلك العبودية التي خلق الله الخلق لأجلها، كما قال سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[الذّاريات: ٥٦] .
لم تسلم الدعوة ورجالها، ولم تسلم الدولة التي نصرتها، وجاهدت في سبيلها، من كيد الأعداء، وتلفيق التهم، واختلاق الافتراءات، من قبل علماء السوء، وأصحاب الأهواء والمطامع، ومن قبل القوى التي