الإِصلاحية، وتحديد المهمات الكبرى التي يتحقق بتطبيقها المستقبل المنشود مستعينا بالله -تعالى- ثم بآل سعود الذين قادوا الدعوة من خلال دولة الدعوة، بأقصى ما يستطيعون في ظل أحوال بالغة الصعوبة.
وبعد أن كان الشيخ يراسل العلماء ورؤساء القبائل، يوضح لهم دعوته، ويطلب تزكيتها لدى من يعيشون تحت إِمارتهم ونفوذهم، صار الشيخ ينصحهم بلزوم الطاعة، والانقياد لدولة الدعوة، حتى تكاثر عليه الخصوم، ونهضوا عليه جميعا بالعدوان، وصاحوا في جميع البلدان بتكفيره، وتكفير من معه، وأباحوا دماءهم، وأخذوا في إجلائهم عن البلاد١.
وعندها لجأت دولة الدعوة إِلى السيف، ودعا إِمامها الإِمام محمد بن سعود إِلى الجهاد.
وجاهد هو، وجند الدعوة، أعداءها حتى كتب الله لهم النصر. وفي هذه المرحلة الجهادية كان المنهاج التربوي الدعوي للشيخ محمد بن عبد الوهاب يتدرج، مرتبطا بحالة الدعوة وأوضاعها، وينتقل من طور الدعوة الفردية، إِلى طور الدعوة الجماعية، ومن طور تأليف القلوب ومخاطبة العقول، إِلى طور التغيير باللسان واليد، وبخاصة في مرحلة وجود الدولة الحاضنة له، ولدعوته.