ولما كانت الدعوة لم تقو شوكتها بعد، وهمّ نفر في حريملاء أن يستأصلوها، انتقل الشيخ إِلى العيينة مسقط رأسه١.
المرحلة الثانية: مرحلة التطبيق:
وكانت في "العيينة"، حيث عرض الشيخ دعوته على أميرها عثمان بن حمد بن مُعَمَّر، فقبل الأمير عثمان دعوته، وتكفل بنصرتها، وحينئذ أعلن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقطعت الأشجار التي يتبرك الناس بها، وهدمت القباب التي اعتقد الناس فيها، ولم يكن ذلك سهلا، لولا توفيق الله، ثم توفر القوة المادية التي تحققت من قوة الإِمارة.
واستمر الشيخ في إِلقاء الدروس، ونشر التعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وواظب على ذلك حتى تألب الأعداء عليه، وأرسل بعض رؤساء القبائل إِلى أمير "العيينة" أن يخرج محمد بن عبد الوهاب من بلدته، وإِلا فعلوا به، وفعلوا، فأدرك الشيخ خطورة ذلك على الدعوة، وانتقل مع بعض أتباعه إِلى "الدرعية".
المرحلة الثالثة: مرحلة التمكين:
وجدت الدعوة في الدرعية من ينصرها، ويحميها، ويوفر لها أسباب النجاح، مما ساعد الشيخ على المضي في ترسيخ أسس دعوته
١ حسين الشيخ خزعل: تاريخ الجزيرة العربية في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص ٧٥.