الملتقى، واستمعوا إِلى محاضرات، ودروس من كبار علماء المملكة عن الدعوة، وصاحبها، وتلاميذه، واجتمعوا بالعديد من المسؤولين، والعلماء في المملكة، وأيقنوا أن ما تعيشه المملكة من أمن، ورخاء، واستقرار، ورغد عيش، وترابط بين الناس وولاة أمرهم، مرده إِلى التقيد بالإِسلام، كما في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه الكريم ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ؛ وذلك هو جوهر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مع التأكيد على أهمية عودة الناس إِلى الكتاب والسنة، والابتعاد عن الشرك ومظاهره، وعن الابتداع في الدين. ويسرني أن ألحق بهذه التأملات ما صدر عن الملتقى في نهايته.
أما الأبحاث التي قدمت له، فقد طبعتها مشكورة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، كما طبعت سابقا مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ورسائله.
وسيلحظ القارئ لهذه التأملات تكرارا لبعض الموضوعات، وذلك أمر اقتضاه السياق، نظرا إِلى الترابط بين الأسس والمنطلقات والوسائل والبيئة التي ظهرت فيها الدعوة، وما لذلك من أثر فيها.
إِن هذا البحث، إِنما هو تأملات في الدعوة، ومرتكزاتها وآثارها، أرجو أن يفيد من يطلع عليه، وأن يكون إِسهاما، يخدم هذه الدعوة التي لها فضل كبير على المسلمين، وبخاصة في شبه الجزيرة العربية.