حافلة بالدرس، والمطالعة، والبحث، ثم قفل إِلى حريملاء التي انتقل إِليها والده من العيينة، بلدته الأولى. وبعد استقرار الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في حريملاء عام ١١٣٩هـ، وكان عمره وقتئذ خمسة وعشرين عاما، بدأ يضاعف جهوده في ثلاثة مجالات دعوية:
أولها: تأليف الكتب، والرسائل التي تتسم بأسلوبها السّهل، ومعانيها الواضحة، مما دفع بالكثير من العامة، وطلبة العلم إِلى حفظها عن ظهر قلب.
ثانيها: عقد الدروس، والمحاضرات العامة والخاصة، حيث كان يجتمع لديه الناس من مختلف الأعمار، ومن مختلف المذاهب، الأمر الذي جعل أمره يذيع، وينتشر انتشارا واسعا، مما بدد ظلمات الجهل، والبدع، والخرافات، كما يبدد ضياء الشمس ظلمات الليل البهيم.
وبهذا الامتداد بدأت نواة الدعوة من حريملاء، إِلا أن سنة الله في الأنبياء، والمصلحين، لا تتغير على مرّ الدهور والعصور، بدءا من نوح وإِبراهيم -عليهما السلام- إِلى خاتم الرسل محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وخلفائه،