للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أصحاب السلطة والحكم، الذين آمنوا بالعقيدة والشريعة، وسعوا إلى توحيد الجزيرة العربية كلها تحت راية واحدة، مدركا كل الإدراك، وواعيا كل الوعي، أنه ليس من السهل نشر الدعوة في البلاد القاصية والدانية في مدة قصيرة أو معقولة، إلا بحماية أمير ذي قوة ونفوذ، بمساعدته ومساعدة رجال دولته.

لقد فطن الشيخ إلى الفروق الكبيرة بين دعوة لا تؤازرها قوة الحكم، مثلما كان حال المسلمين والرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في مكة، ودعوة يعضدها الحكم، ويهيء لها أسباب حمل الرسالة، ويضع كل إمكانات دولته في خدمة الدعوة، وذلك مثل حال المسلمين في المدينة بعد الهجرة بقيادة رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فالفرق كبير بين الحالين والجهدين، والنتائج جد مختلفة.

وكانت هذه المفاهيم الصحيحة، والآراء العلمية هي التي دعت الشيخ إلى مكاتبة أمير العيينة عثمان بن معمر؛ فقد أرسل إليه رسالة ضافية، ينتهي فيها إلى حثة على مناصرة دعوة الإصلاح بقوته قائلا: ((إني لأرجو -إن أنت قمت بنصر: لا إله إلا الله- أن يظهرك الله تعالى، وتملك نجداً وأعرابها)) ١.

وبصرف النظر عن موقف الأمير عثمان منه بعد فترة وجيزة، فإن


١ عثمان بن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد: عن طريق: محمد بن عبد الوهاب، مصلح مظلوم، للأستاذ مسعود الندوي، ترجمة عبد العليم عبد العظيم، ص٣٧.

<<  <   >  >>