الشيخ محمد بن عبد الوهاب استطاع في هذه الأثناء أن يصدع بدعوته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرِ، لدرجة أن بعض أهل العيينة بدؤوا يجنحون لقبول الحق رويداً رويداً وفي هذه المدة تصدى الشيخ للقضاء على بعض مراكز البدع، ونجح في مهمته١.
ولما انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إِلى "الدرعية" استقبله -كما ألمحنا سابقا- أميرها (محمد بن سعود) ، فعرض عليه الشيخ أصول دعوته، مبينا له المعنى الصحيح لكلمة التوحيد:(لا إِله إِلا الله) وآفاق وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعنى الجهاد، ثم ذكر بعض المساوئ الموجودة في أهل نجد، ولفت نظره إِلى مسؤوليته أمام الله في إِصلاحها، فما كان إِلا أن تأثر الأمير، ونطق قائلا:
((يا شيخ، إِن هذا دين الله، ورسوله الذي لا شك فيه، وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد، ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين:
- نحن إِذا قمنا بنصرتك، والجهاد في سبيل الله، وفتح الله لنا ولك البلدان، أخاف أن ترحل عنّا، وتستبدل بنا غيرنا.
- إِن لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار، أخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئا.
١ مسعود الندوي: محمد بن عبد الوهاب -مصلح مظلوم-ص٣٦، ٣٧.