للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ضعف على الإيمان نسأل الله السلامة. وقد فرق الإسلام بين الأوامر والنواهي، فالأوامر حسب قدرة المكلف، وأما النواهي فلم تقيد بالقدرة مما يدل على وجوب الانتهاء، وقد دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ... " ١.

قوله: "وألا يعبد الله إلا ما شرع" هذا الأمر الرابع، وهو يدل على ركن أساسي من أركان العبادة والدين، وهو: أن العبادة ليست بالأهواء ولا بالبدع ولا بالاجتهاد الذي لم يبن على دليل صحيح، وإنما العبادة مبنية على الاتباع وما جاء به الشرع، إضافة إلى أصل عظيم من أصول الدين الإسلامي، وهو: ألا نعبد إلا بما شرع، إضافة إلى الأصل الأول العظيم، وهو: ألا نعبد إلا الله، فهذا هو الإخلاص، والأول هو المتابعة. فلا يجوز لأحد أن يعبد الله تعالى إلا بما شرع، وليس لأحد أن يقول إن هذا مشروع أو مستحب إلا بدليل شرعي. ومن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين، فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب٢.

وقد جاءت النصوص الشرعية تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ... } ٣، وقال تعالى:


١ أخرجه البخاري: "١٣/٢٥١-فتح"، ومسلم: "رقم١٣٣٧". وانظر: شرح الحافظ ابن رجب على هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم": "رقم٩".
٢ "مجموع الفتاوى": "١/١٦٠".
٣ سورة الأعراف، الآية: ١٥٧.

<<  <   >  >>