للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الموت فقال: "كيف تجدك؟ " قال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف" ١.

وعلى الإنسان أنه كلما قوي رجاؤه، وطمعه في فضل الله تعالى ورحمته وتيسير أموره، ودفع ضرورته؛ قويت عبوديته لربه، وحريته مما سواه. وإن رجا مخلوقاً، أو تعلق به؛ انصرف قلبه عن العبودية لله تعالى، وصار عبداً لغيره بقدر ما قام في قلبه من التعلق والرجاء؛ فذل لغير الله وخضع٢.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام نفيس في هذا الموضوع أنقله ليستفيد منه القارئ، يقول رحمه الله: "اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء. وأقواها المحبة، وهي مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد في الدنيا والآخرة، بخلاف الخوف فإنه يزول في الآخرة. قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} ٣، والخوف المقصود منه: الزجر والمنع من الخروج عن الطريق. فالمحبة تلقي العبد في السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب،


١ أخرجه الترمذي: "رقم ٩٨٣"، وابن ماجه: "رقم٤٢٦١".، وحسنه الألباني: في صحيح ابن ماجه "٢/٤٢٠".
٢ انظر: "مجموع الفتاوى": "١٠/٢٥٦-٢٥٧".
٣ سورة يونس، الآية: ٦٢.

<<  <   >  >>