للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(في) ١ الناسخ والمنسوخ فقال في بعضها: "الناسِخ والمنسوخ في كلام الله على الحقيقة ". فإذا كان كلام (الله) ٢ عنده شيئاً واحدًا كان الناسخ هو

المنسوخ لا فرق بينهما ولا...٣ من العقل ما يقوله البتة.

وقال في بعضها: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله دون كلامه٤ ففرق بين كتاب الله وكلامه، ونصوص القرآن تنطق٥ بأن كتاب الله كلامه، ألا ترى أن الجن قالت في ما أخبر الله سبحانه عنها: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً} ٦ وفي موضع آخر: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} ٧ فبيَّن جل جلاله أنّ الكتاب هو القرءآن لا غير بتقريره ما قالوه وتركه النكير عليهم لوجود الاتفاق على أن مسموع الجن في هذه القصة شيء واحد


١ "في" ليست في الأصل والسياق يقتضي زيادتها.
٢ ليست في الأصل، والزيادة يقتضيها السياق.
٣ في الأصل كلمة لم أتبيّن معناها ورسمها هكذا "يتمعنا".
٤ لم أجد ذلك عنه ولعله فيما لم يصل إلينا من كتبه الكثيرة التي ألفها قبل إيابه إلى مذهب السلف.
ومذهب السلف: أن كتاب الله هو القرآن الذي بين دفتي المصحف وهو كلام الله عز وجل وقد تقدم بيانه. وقال البغدادي في حكاية مذهب أصحابه: "وفي أحكامه ناسخ ومنسوخ ولا ينسخ كلام الله؛ لأنه لا يجوز عدمه ورفعه". انظر: "أصول الدين ١٠٨".
٥ في الأصل "ينطق" بالياء. والصواب كما أثبت لعود الضمير على "نصوص"
٦ سورة الجن آية "١".
٧ سورة الأحقاف آية "٣٠".

<<  <   >  >>