للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: دخول التعاقب إنما يتعين فيما يتكلم بأداة، والأداة تعجز عن (أداء) ١ شيء إلا بعد الفراغ من غيره.

وأما المتكلم بلا جارحة٢ فلا يتعين في تكلمه التعاقب.

وقد اتفقت العلماء على أن الله سبحانه يتولى الحساب بين خلقه يوم القيامة في حالة واحدة٣، وعند كل واحد منهم أن المخاطب في الحال هو وحده، وهذا خلاف التعاقب. ثم لو ثبت التعاقب لم يضرنا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خرج من باب الصفا: "نبدأ بما بدأ الله به ثم قرأ: {إن


١ في الأصل: (أداة) وهو تحريف.
٢تقدم التعليق على إثبات الجوارح ونفيها في تكلم الله جلَّ وعلا.
٣ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والله سبحانه يحاسب الخلق في ساعة واحدة، ولا يشغله حساب هذا عن حساب هذا. وكذلك إذا ناجوه أو دعوه أجابهم، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني ويبن عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي ... " الحديث - أخرجه مسلم ١/ ٢٩٦ حـ ٣٩٥ كتاب الصلاة باب قراءة الفاتحة من حديث أبي هريرة – قال شيخ الإسلام: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يقول هذا لكل مصل والناس يصلون في ساعة واحدة والله تعالى يقول لكل منهم هذا – وقال -: وقد روي أن ابن عباس قيل له: كيف يحاسب الله الخلق في ساعة واحدة؟ فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة. انظر: (درء تعارض العقل والنقل ٤/ ١٢٩ – ١٣٠) .

<<  <   >  >>