للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولاتها.

المرتبة الثالثة: دعاء الله بها، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة ١.

وقال ابن سعدي مبيناً معنى"أحصاها"الواردة في حديث أبي هريرة المتقدم: (أي: من حفظها وفهم معانيها واعتقدها وتعبد الله بها دخل الجنة، والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون فعلم أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان وقوته وثباته، ومعرفة الأسماء الحسنى هي أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها"٢.

فمن عرف الله هذه المعرفة كان من أقوى الناس إيماناً وأشدهم طاعة وتعبداً لله، وأعظمهم خوفاً ومراقبة له سبحانه.

قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٣.

قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية"يقول تعالى ذكره: إنما يخاف الله فيتقي عقابه بطاعته العلماء بقدرته على ما يشاء من شيء وأنه يفعل ما يريد، لأن من علم ذلك أيقن بعقابه على معصيته فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه"٤.

وقال ابن كثير:"أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم العليم الموصوف بصفات الكمال


١ بدائع الفوائد (١/ ١٦٤) .
٢ التوضيح والبيان (ص ٢٦) .
٣ سورة فاطر، الآية: ٢٨.
٤ تفسير الطبري (١٢/ ١٣٢) .

<<  <   >  >>