للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما ذكر ذلك شيخ الإسلام فيما تقدم، ومما ورد عنهم في ذلك:

- ما رواه هشام الأزدي عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين: أنهما كان يقولان مسلم ويهابان مؤمن١.

وقال أبو بكر المروزي: قيل لأبي عبد الله نقول نحن المؤمنون؟ تال: نقول نحن المسلمون٢.

وقال أيضاً: قيل لأبي عبد الله نقول: إنا مؤمنون؟ قال: لا، ولكن نقول: إنا مسلمون٣.

وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: فأما إذا قال أنا مسلم فلا يستثنى؟ فقال: لا يستثني إذا قال: أنا مسلم٤.

أما ما ذكره شيخ الإسلام عن أحمد بن حنبل أن له روايتين في المسألة: إحداهما بتجويز الاستثناء في الإسلام، فسببه عائد إلى أن للإمام أيضاً روايتين في تعريف الإسلام: إحداهما: أن الإسلام هو الكلمة، والأخرى: أنه أعمال الإسلام الظاهرة كاملة. فإن أريد به الكلمة فلا استثناء، وإن أريد به الأعمال الظاهرة كلها فلا بد من الاستثناء؟ لأن الجزم بفعلها وإتمامها كالجزم بالإيمان سواء.

قال شيخ الإسلام: "وأحمد إنما منع الاستثناء فيه- أي الإسلام- على قول الزهري هو: الكلمة، هكذا نقل الأثرم والميموني وغيرهما


١ رواه عبد الله في السنة (١/٣٢٢) والخلال في السنة (٥٣/٦٠٣ ح ١٠٧٥) والآجري في الشريعة (ص ١٣٩) وابن بطة في الإبانة (٢/٨٧٤) واللالكائي في شرح الاعتقاد (٤/٨١٥) .
٢ رواه الخلال في السنة (٣/٦٠٢ ح ١٠٧٣) ، والآجري في الشريعة (ص ١٣٩) .
٣ رواه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (٢/ ١٤) وهو والأثر الذي قبله ذكرهما شيخ الإسلام انظر الفتاوى (٧/ ٤٤٩) .
٤ رواه ابن بطة في الإبانة (٢/٨٧٦) .

<<  <   >  >>