للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى إكمال الشرع والوضع لا إلى إكمال أداء المؤدين له وقيام القائمين به والله أعلم"١.

وبما تقدم تعلم أن دلالة الآية على زيادة الإيمان ونقصانه ظاهرة ظهوراً واضحاً لا خفاء فيه، ومع هذا فقد تعقب السندي في حاشيته على سنن النسائي على استدلال النسائي بها على زيادة الإيمان ونقصانه فقال:"وفيه نسبة الإكمال للدين، وأخذ منه المصنف القول بزيادة الإيمان وفيه خفاء لا يخفى"٢.

قلت: بل هو ظاهر لا خفاء فيه، وما تقدم كاف في الإجابة على هذا الاعتراض.

سابعاً- إخباره عن طلب نبيه إبراهيم عليه السلام اطمئنان القلب:

وهذا زيادة في الإيمان، وذلك في قوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... } ٣.

قال ابن بطة رحمه الله:"يريد لازداد إيماناًً إلى إيماني، بذلك جاء التفسير"٤.


١ شعب الإيمان للبيهقي (١/١٧٠) وقوله: (أي أكملت لكم وضعه ... إلخ) هو من كلام الحليمي في المنهاج (١/٦٢) وكثيراً ما ينقل عنه البيهقى في شعب الإيمان.
٢ حاشية السندي على"سنن النسائي (٨/ ١١٤) ،.
٣ سورة البقرة، الآية: ٢٦٠.
٤ الإبانة لابن بطة (٢/٨٣٣) .

<<  <   >  >>