للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سعيد بن جبير: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ١:"ليزداد إيماني".

وفي رواية:"أي: ازداد إيماناً مع إيماني"وفي رواية:"أي ليزداد يقيني"وهي ألفاظ متقاربة المعنى٢.

وقال مجاهد في تفسيرها:"أي: أزداد إيماناً إلى إيماني"٣وروى ابن جرير رحمه الله نحو هذا التفسير للآية عن جماعة من السلف منهم: الضحاك، وقتادة، والربيع بن أنس، وإبراهيم النخعي٤.

ولهذا احتج البخاري بها في صحيحه على زيادة الإيمان ونقصانه، فأوردها في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"بني الإسلام على خمس" وهو قول وعمل ويزيد وينقص.

قال الحافظ ابن حجر في الشرح."أشار إلي تفسير سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما لهذه الآية، فروى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد قال: قوله: {ليطمئن قلبي} ، أي: يزداد يقيني، وعن مجاهد قال لأزداد إيماناً إلى إيماني، وإذا ثبت ذلك عن إبراهيم عليه السلام مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أمر باتباع ملته، كأنه ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك"٥.

وقال الحليمي في المنهاج مبيناً وجه دلالة الآية على زيادة الإيمان


١ سورة البقرة، الآية: ٢٦٠.
٢ رواه عنه بهذه الألفاظ وببعضها: ابن جرير في تفسيره (٣/ ٥٠، ٥١) وعبد الله في السنة (١/٣٦٩) ، والآجري في الشريعة (ص ١١٨) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٥/ ٢٤ رقم: ١٦٠٣) وابن بطة في الإبانة (برقم ١١٢٠) وصحح اسناده الحافظ في الفتح (١/٤٧) .
٣ رواه ابن جرير في تفسيره (٣/٥١) والبيهقي في الشعب (١/١٩٨) .
٤ انظر تفسير الطبري (٣/ ٥٠، ٥١) .-
٥ فتح الباري (١/٤٧) وانظر شرح الكرماني لصحيح البخاري (١/٧٣) .

<<  <   >  >>