للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسها: أن تقع متوسطة إثر كَسْرة، وهى ساكنة مفردة، كمِيزان، ومِيقات، فخَرج نحو صِوان، وهو وِعاء الشيء، وسِوار، لتحرك الواو فيهما، ونحو اجْلِوَّذا، وهو إسراع الإبل فى السير، واعْلِوَّاط وهو التعلق بعنق البعير بقصد الركوب؛ لأن الواو فيهما مكررة لا مفردة.

سادسها: أن تكون الواو لامًا لِفُعْلَى بضم فسكون وصفا، نحو الدُّنيا والعُلْيا. وقول الحجازيين القُصْوَى شاذ قياسًا، فصيحٌ استعمالاً، نُبِّه به على أن الأصل الواو، كما اسْتَحْوَذَ والقَوَد، إذ القياس الإعلال، ولكنه نُبِّه به على الأصل، وبنو تميم يقولون: القُصْيَا على القياس. فإن كانت فُعْلَى اسمًا لم تُغَيَّر كحُزْوَى: لموضع.

سابعها: أن تجتمع هي والياء فى كلمة، والسابق منهما متأصل ذاتا وسكونًا، نحو سيد وميت، وظبيّ وَلَىُّ مصدَرَي طويت ولويت، فخرج نحو يدعو ياسر، ويرمى واقد، لكون كل منهما فى كلمة، ونحو طويل وغيور، لتحرك السابق، ونحو ديوان، إذ أصله دِوَّان بشد الواو وبُويع، إذ أصل الواو ألف فاعَلَ، ونحو قَوْيَ بفتح فسكون مخفف قَوِيَ بالكسر للتخفيف. وشذّ التصحيح مع استيفاء الشروط، كَضَيْوَنِ للسِّنَّور الذكر ويوم أيْوَمُ: حصلت فيه شدَّة، وعَوَى الكلب عَوْية، ورجاء بن حَيْوَة.

ثامنها: أن تكون الواو لام مَفْعُول الذى ماضيه على فَعِل بكسر العين، نحو مَرْضي ومَقْوِيّ عليه، فإِن كانت عينُ الفعل مفتوحة صحت الواو، كمدعوّ ومغزوّ. وشذَّ الإعلال فى قول عبدِ يغوثَ الحارثىّ من الجاهليين:

وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني ... أنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيَّ وعادِيا١

تاسعها: أن تكون لام فُعُول بضم الفاء جمعا، كعِصي ودِليِّ وقفيِّ؛ ويقل فيه التصحيح نحو أبُوٌّ وأخُوُّ جمعى أب وأخ، ونُجُو جمع نَجو، وهو السحاب الذى هَرَاق ماءه. وأما المفرد فالأكثر فيه التصحيح، كعُلُوّ وعُتُوّ، ويقلّ فيه الإعلال، نحو عَتَا الشيخ عِتِيًّا: إذا كَبر وقسا قلبه قِسِيًّا.


١ اقرأ ترجمة عبد يغوث بن وقاص الحارثي في خزانة الأدب للبغدادي "١: ٣١٣-٣١٧".

<<  <   >  >>