للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيبويه. وهو لغةً الإدخال١. واصطلاحًا: الإتيان بحرفين ساكن فمتحّرك، من مَخْرج واحد بلا فصل بينهما، بحيث يرتفع اللسان وينحطُّ بهما دفعة واحدة، وهو باب واسع لدخوله فى جميع الحروف، ما عدا الألف اللينة، ولوقوعه فى المتماثلين والمتقاربين، فى كلمة وفى كلمتين.

وينقسم إلى ممتنع، وواجب، وجائز.

١ فمن الممتنع ما إذا تحرك أولُ المثلين وسكن الثانى، نحو ظَلِلْت، أو عُكِس وكان الأول هاء سكت، نحو {مَالِيَهْ , هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة: ٢٧-٢٨] ؛ لأن الوقف مَنْوي، وقد أدغمها ورْش على ضعف٢، أو كان مَدّة فى الآخر، كيدعو واقد، ويُعْطَى ياسر، لفوات الغرض المقصود وهو المد، أو كان همزة مفصولة من فاء الكلمة، كلم يقْرَأ أحد. والحقُّ أن الإدغام هنا رديء، أو تحركًا وفات بالإدغام غرض الإلحاق، كقَرْدَد وجَلْبَبَ، أو خفيف اللبس بزنة أخرى، نحو دُرَر كما سيأتى:

٢ ويجب إذا سَكَن أولُ المثلين وتحرَك الثانى، ولم يكن الأول مدًّا ولا همزة مفصولة من الفاء كما تقدم، نحو جدّ وحظّ وَسآل ورَآس، بزنة فَعّال، وكذا إذا تحركا معًا بأحد عشر شرطًا.

أحدها: أن يكونا كلمة كمدّ ومَلّ وحَبّ، أصلها مَدَد بالفتح، ومَلِلَ بالكسر، وحَبُب بالضم، وأما إذا كانا فى كلمتين، فيكون الإدغام جائزاً، نحو جعلَ لَكم.

ثانيها: ألا يَتَصَدَّر أحدهما كدَدَن وهو اللهو.

ثالثها: ألا يتَّصل بمدغم كَجُسَّسٍ جمع جاسّ.

رابعها: ألاّ يكونا فى وزن مُلحق بغيره كقَردَد: لجبل، فإنه ملحق بجعفر، وجَلْبَبَ فإنه ملحق بدحرجَ، واقعنسَسَ فإنه ملحق باحرنجم.


١ يعني: إدخال الشيء بالشيء. ن.
٢ إدغام الهائين هنا قراءة متواترة ورواها ورش عن نافع رحمهما الله تعالى، فلا يقال هنا على ضعف!! ن.

<<  <   >  >>