للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأُنثَيَيْنِ} [الأنعام: ١٤٣-١٤٤] ، أو لا؟ والأول إما اسثباتي وهو ما وقع فى الاستثبات، والسؤال المقصود به تعيين مبهم، نحو مَنُو، وأيُّون؟ لمن قال: جاءنى رجل أو قوم. وإما إنكارىّ لزيادة مدة الإنكار فيه، وهو الواقع فى سؤال مقصود به إنكار خبر المخبر، أو كون الأمر على خلاف ما ذُكِر فيه، وحينئذ فإِن كانت الكلمة منونة كسر التنوين، وتعينت الياء مدة، نحو أزَيدُنِيه بضم الدال، وأزيدَنيه بفتحها، وأزيدِنَيه بكسرها، وكسر النون فى الجميع، لمن قال: جاء زيدٌ، أو رأيتُ زيدًا، أو مررت بزيد. وإن لم تكن منونة أتى بالمدّ من جنس حركة آخر الكلمة، نحو أعُمَرُوه وأعمرَاه، وأحَذَامِيه، لمن قال جاء عَمَرُ، ورأيتُ عُمَر، ومررت بحَذَام.

وإما تذكُّريّ، وهو المقصود به تذكر باقى اللفظ، فيؤتى فى آخر الكلمة بمَدّة مجانسة لحركة آخرها، كقالا، ويقولُوا، وفى الدَّاري.

وإما ترنميُّ كالوقف فى قول جَرير:

أقّلى اللّوْمَ عاذلَ والعتابَنْ٢ ... وإما غير ذلك وهو المقصود هنا.

٢ والتغييرات الشائعة فى الوقف سبعة أنواع، نظمها بعضهم فقال:

نَقْل وحَذْفٌ وإِسْكَانٌ ويَتْبَعُهَا التَّضْعِيفُ والرَّوْمُ والإشْمَامُ والْبَدَلُ.

فيُبدل تنوينُ الاسم بعد فتحه ألفا، كرأيتُ زيدًا، وفَتًى، ونحو ويْهَا وَإيْهَا بكسر الهمزة، وكذلك تبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا، يردّ ما حُذِفَ لأجلها في الوقت كما تقدَّم، وشبّهُوا إذنْ بالمنوَّن، فأبدلوا نونها ألفا فى الوقف مطلقًا، وبعضهم يقف عليها بالنون مطلقًا، لشبهها بأنْ ولنْ، وبعضهم يقف عليها بالألف إن ألْغِيت، وبالنون إن أعْمِلت.


١ وهذه قراءة بعضهم. ن.
٢ وعجزه: "وقولي إنْ أصبتُ لقدْ أصابَنْ" أو أصابا بالإطلاق. ن.

<<  <   >  >>