للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمدُك يا مصدَر الأسماء والأفعال، سُبْحَانَكَ صَحَّحْتَ إيماننا، وخلَّصته من شوائب الاعتلال، ونُثْنِي عليك، صَرَفْتَ قلوبنا إلى التحلِّى بحِلية المعارف، وأسبغْت علينا ظِلَّ إنعامك الوارف، ونُصَلِّي ونُسَلم على سيد العرب والعجم، أفصحِ من نطق بالضاد من حروف المُعْجَم، سيدنا ومولانا محمد، المشهور في الصحف الأولى بأحمد، والداعى إلى الصراط المستقيم والمنهج الأَحمد، وعلى آله وصحبه ما تحلى جيد الزمان العاطل، بوجود العلماء الأَفاضل.

وبعد، فإِنه لما زلت عن قلبى الغُصَص، ونالت بُغْيَتي أجلَّ الفُرَص، بمطالعة الكتاب المسمى شذا العرف، فى فن الصرف، فوجدته سِفْرًا كالعَروس تشتاق إليه جميع النفوس، ويُخْجِل قُسَّ الفصاحة بفصاحته، ويرينا نهج البلاغة ببلاغته، فصرت أستخرج من بحاره الدُّرَر، وأشكر فضل جامعه، حيث انتقى فيه أحسن الغُرر، فما زال يُبْدِي من برج سعود فِرْطَاسه بِدُورًا وشُمُوسًا، ويدير علينا من خمر لذة معانيه كُؤوسًا، فاز من كان جليساً له، فإنه لم يُرَ فى فنه مجموعاً عادلَه، فلذلك أرَّخته، ولحسنه قَرَّظْتُه، فَقُلْتُ:

كِتَابٌ كَبَدْرِ التِّمّ حُسنًا فَإنَّهُ ... يضيءُ بأنوارٍ عُجَابٍ غَرَائِب

فَفَاقَ سِوَاهُ فى المحاسِنِ والبَهَا ... وَسُرَّتْ به الطُّلَّابُ من كلِّ جانِبِ

وقَلَّدَ جِيدَ الدَّهْرِ جامعهُ به ... قلائِدَ فَخْرٍ من أجلِّ المَناقِبِ

ومن طِيبِ مَبْنَاهُ أَقولُ مؤرِّخًا ... شذا العرفِ نبراسٌ بديعُ المطالِبَ

١١٣٨٦٣١٣١٣٨٢

سنة ١٨٩٤

فلله درّ مؤلفه الذى رُفِعَتْ له بين العلماء الأعْلام، وسجَدت له طوعاً الأقلام، العالم العامل، واللوذعىّ الكامل، الذى هو فى الشعر والنثر، وأعمال القلم، أشهر من نار على عَلَم، من هو لكل فضل وكمالٍ رواي، حضرة الشيخ أحمد الحملاوي، حفظه الله.

<<  <   >  >>