للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نزلوا بها وتزلفوا أي تقدموا اليها يقال زلفت القوم ازلفهم زليفا إذا تقدمتهم.

وفي الحديث: "ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى ببدنات خمس فطفقن يزدلفن" أي يقتربن ويتقدمن إليه وقال الله عز وجل: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} ١ أي قدمنا وقربنا وزلف الليل ساعات اوله واحدتها زلفه ويقال للمزدلفه جمع ايضا ووداع البيت سمي وداعا لأنه اسم وضع موضع المصدر من ودعت وداعا وتوديعا واصل التوديع ترك الشيء قال الله عز وجل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ٢ أي ما تركك ولا ابغضك والعرب قلما تقول ودعته بالتخفيف أي تركته ولكنهم يقولون دعه ولا تدعه ثم يقولون تركته بدل ودعته فالحاج يودع البيت ومشاعره بعد فراغه من مناسكه أي يتركها وينصرف إلى اهله وسميت حجة الوداع لان النبي صلى الله عليه وسلم حج تلك الحجه ولم يعد إلى مكة بعدها.

البدنة والأشيب والهدى:

والبدنه سميت بدنه لسمنها وعظمها يقال بدن الإنسان يبدن فهو بادن إذا سمن وبدن يبدن تبدينا إذا اسن ويقال للرجل المسن بدن ومنه قوله:

هل لشباب فات من مطلب ... ام ما بكاء البدن الاشيب٣

الأشيب: يقول إذا شاب رأس الرجل بكى على شبابه لنفار النساء عنه فقال أي منفعة في البكاء على الشباب.

والهدى أصله الهدى مشدد من هديت الهدى أهديه فهو هدى ثم خفف


١- سورة الشعراء الآية ٦٤.
٢- سورة الضحى الآية ٣.
٣- رواية عجز البيت في الديوان هكذا:
أم ما بكاء البائس الأشيب
والبيت في دياونه "٨" والاقتضاب "٣٧٤" والصحاح "٥ / ٢٠٧٧" ومقاييس اللفة "١ / ٢١١" وأدب الكاتب "١٢٠" والمخصص "١ / ٤٤" وإصلاح المنطق "٣٦٤" وتهذيبه "٢ / ١٨٥" وسمط اللآلئ "٢ / ٩٣٩" واللسان "بدن" ومعنى البيت: هل يطلب الشباب الماضي أحد على جهة التوجع والتفجع لفقد الشباب وقاتل البيت يعاتب نفسه على تحسرها على فقد الشباب.

<<  <   >  >>